في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بالفيسبوك اليوم الجمعة 25 جوان 2021، أكّد القيادي بالحركة الإسلامية النهضة رفيق عبد السلام أنّ ''الحوار  السياسي بين مؤسسات الدولة والفاعلين السياسيين  مطلوب اليوم وغدا''  بدل التمادي في الصراعات  وما يعنيه ذلك من ضرب أسس الاستقرار والعيش المشترك.

ووفقا لرفيق عبد السلام فإنّ الحوار السياسي المطلوب والذي تحتاجه البلاد يجب أن يقوم على أربعة توجّهات، التوجّه الأوّل يقتضي فتح مرحلة  جديدة أساسُها  قوامها التوافق بين مؤسسات الدولة واستعادة الثقة  في الأحزاب السياسية باعتبارها الإطار المنظم للسياسة وإدارة شؤون الحكم. وأوضح القيادي بالنهضة أنّه يقصد الانفتاح على كل الأحزاب السياسية المكوّنة للساحة دون استثناء، بعيدا عن لغة الاتهام والتحريض.

أما التوجّه الثاني بالنسبة للقيادي الإسلامي، يقتضي أن يتمّ توجيه كلّ الجهود والطاقات  والتركيز على  مواجهة الأزمة الصحية المستفحلة التي تهدد حياة المواطنين في عديد جهات البلاد، وتزيد  من إنهاك الوضع الاقتصادي والاجتماعي. ووفق نصّ تدوينته، فإنّ التوجّه الثالث للحوار السياسي يجب أن يركّز على استكمال  بناء المحكمة الدستورية باعتبارها ركنا أساسيا في  النظام السياسي الجديد مشيرا أنّها تشكل  ضمانة للإستقرار المؤسساتي ''وليست موجهة ضد زيد أو عمر''.

أما التوجّه الرابع يقتضي '' الحفاظ على الاستقرار الحكومي والمؤسساتي بقيادة المشيشي، مع العمل على التحسين والتطوير ما أمكن،  على قاعدة الشراكة الوطنية وبرنامج عمل وطني متفق حوله يضع على رأس أولوياته معالجة الأوضاع الصحية والاقتصادية الاستثنائية التي تمر بها البلاد''. 

أربعة نقاط لخّص من خلالها صهر الغنوشي والقيادي بالحركة الإسلامية رفيق عبد السلام، وفقا للعديد من المحلّلين السياسيّين، موضوع لقاء راشد الغنوشي برئيس الجمهورية قيس سعيد مساء أمس الخميس. ومن الممكن أن تكون تلك النقاط الأربع هي خارطة الطريق التي قدّمها الغنوشي للرئيس قيس سعيد. 

ونذكر أنّه بعد أشهر من القطيعة غير المعلنة بين قرطاج وباردو، وانعدام اللقاءات سوى في بعض المناسبات الوطنية القليلة خارج الأطر الرسمية، وبوساطة من السياسي لطفي زيتون، استقبل يوم أمس الخميس رئيس الجمهورية قيس سعيّد، رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي ودار حوار مطوّل بينهما ولكن لم تُفصح رئاسة الجمهورية عن فحوى هذا اللقاء. 

في حين أنّ رئيس الحكومة هشام المشيشي اليوم في تصريح إعلامي له، وصف ذلك اللقاء بالإيجابي ودعا إلى ضرورة أن يتمّ لقاء ثلاثي بين الرئاسات الثلاثة للنظر في الوضع الحالي للبلاد. كما نفى المشيشي التسريبات حول استقالته. 

وتجدر الإشارة أيضا أنّ لقاء الغنوشي بالرئيس قيس سعيد كان سرّي للغاية أيّ انّه لم يتمّ تصويره ونشره على الصفحة الرسمية برئاسة الجمهورية في شكل فيديو يُبيّن محور الحديث بين الطرفين كالمعتاد. وكان فتحي العيادي الناطق الرسمي باسم حركة النهضة قد أفاد اليوم أنّ اللقاء كان إيجابي وتمحور حديث الطرفان على الوضع العام بالبلاد ومن الممكن أن تُعقد لقاءات أخرى. 

 ي.ر